responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الملوك والأمم المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 388
[ذكر ذي الكفل] [1]
اختلفوا هل كَانَ نبيا أم لا عَلَى قولين: أحدهما: إنه لَمْ يكن نبيا إِنَّمَا كَانَ عبدا صالحا. قاله أَبُو موسى الأشعري، ومجاهد فِي آخرين. ثُمَّ اختلف هَؤُلاءِ فِي علة تسميته بذي الكفل على ثلاثة أقوال: أحدها: أَن رجلا كَانَ يصلي كُل يَوْم مائة صلاة فتوفي فكفل هَذَا بصلاته، فسمي ذا الكفل. قاله أَبُو موسى. وَالثَّانِي: أَنَّهُ تكفل للنبي بقومه أَن يكفيه أمرهم وتعهد أَن يقضي بينهم بالعدل ففعل، فسمي ذا الكفل. قاله مجاهد. والثالث: أَن ملكا قتل في يوم ثلاثمائة نبي وفر منه مائة نبي فكفلهم ذو الكفل يطعمهم ويسقيهم حَتَّى أفلتوا. فسمي ذا الكفل، قاله ابْن السائب.
والقول الثَّانِي: إنه كَانَ نبيا. قاله الْحَسَن وعطاء وأهل الكتاب.
وَقَدْ رَوَى الضَّحَّاك عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَن ذا الكفل هُوَ يوشع بْن نون.
وَفِي رواية عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ ذو الكفل من أولاد أيوب، فأرسله اللَّه تَعَالَى داعيا إِلَى توحيده بالشام.
وَقَالَ غيره: هُوَ اليسع بْن أخطوب، وَكَانَ قبل دَاوُد.
قَالَ وهب: كَانَ بَعْد اليسع.
قَالَ عَطَاء: وإنما سمي بذي الكفل لأن اللَّه تَعَالَى أوحى إِلَى نبي من الأنبياء: إني أريد أَن أقبض روحك، فاعرض ملكك عَلَى بَنِي إسرائيل، فمن تكفل لَكَ بأنه يصلي الليل لا يفتر ويصوم النهار لا يفطر، ويقضي بَيْنَ النَّاس فلا يغضب فارفع ملكك إِلَيْهِ ففعل ذَلِكَ، فقام شاب، فَقَالَ: أنا أتكفل لَكَ بِهَذَا، فكفل بِهِ فوفى.
وحكى بَعْض علماء السير: أَنَّهُ كَانَ فِي زمن ذي الكفل جبار من العماليق فدعاه ذو الكفل إِلَى الإيمان وضمن لَهُ الْجَنَّة، فَقَالَ: من كفل لي بِذَلِكَ، قَالَ: أنا، وكتب لَهُ كتابا تكفل لَهُ بالجنة إِن هُوَ آمن. فترك الْمَلِك ملكه ولحق بالنساك. فلما مَات دفن الكتاب مَعَهُ، فبعث اللَّه الكتاب إِلَى ذي الكفل وأخبره أَنَّهُ وَفِي الْمَلِك بِمَا ضمن لَهُ، فآمن بِهِ مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا وتكفل لَهُمْ بمثل مَا تكفل لملكهم، فسماه الله تعالى ذا

[1] مكان العنوان بياض في الأصل، وما أوردناه من المختصر.
اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الملوك والأمم المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 388
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست